16 - 05 - 2025

عجاجيات| فتنة صلاح وأبو تريكة

عجاجيات| فتنة صلاح وأبو تريكة

رزقنا الله سبحانه وتعالى بخطيب جمعة شاب على درجة عالية من العلم والإنسانية والخلق الرفيع فى آن واحد .. لم نره يوما متجهما أو فظا أو غليظ القلب وإنما نراه دوما مبتسما فى وجوهنا يلاطف الصغير والكبير.. لم يؤنب أحدا لأنه دخل المسجد متأخرا كما يفعل بعض الأئمة .. يستقبل كل الأسئلة التى توجه إليه بصدر رحب ويجيب بصوت هادئ.. وهو علاوة على كل ذلك عالم وحسب، ليس له أية انتماءات لا إخوانية ولا سلفية.

خطيبنا هذا الذى اعتبره رزقا من الله هو الشيخ أحمد الجوهرى الذى يأتى من المحلة الكبري إلى حدائق الأهرام متطوعا، ليلقى خطبة الجمعة وليؤمنا فى صلاة القيام معظم أيام شهر رمضان المبارك الذى بدأت تهل نسائمه،.. معظم خطب الشيخ أحمد تدور حول تنقية القلب من الحقد والحسد والبغضاء.. ودائما وأبدا يطالبنا بالبعد عن المراء والجدال الذى لا طائل من ورائه والذى قد يفسد العلاقة بين الزملاء والأصدقاء بل وقد يفسد العلاقة بين الأهل، بل وحتى بين الزوج وزوجته.. ودائما ينصحنا بالابتعاد عن الفتن وتجنب الوقوع والانغماس فيها.

عرفت قيمة نصيحة الشيخ أحمد الجوهرى وأنا أتابع ما اسميته بفتنة محمد صلاح ومحمد أبو تريكة التى اشتعلت على صفحات التواصل الاجتماعى منذ أن توجه أبوتريكة إلى داكار لمساندة طلب مصر استضافة كأس الأمم الأفريقية ومنذ أن انتشرت عبارات الود والمجاملة المتبادلة بين النجم العالمى محمد صلاح والنجم العربى محمد أبو تريكة، والتى اظهرت كم الود والتقدير والاحترام بين النجمين اللذين يعتبران من أهم قصص النجاح والتفوق فى عالم كرة القدم.

غزت صفحات الفيسبوك بوستات كثيرة تشيد بأبو تريكة مع بوستات أقل فى العدد تنتقد أبو تريكة، بل وذهب البعض إلى توجيه اللوم لمحمد صلاح لأنه جامل أبوتريكة، وخلصوا إلى أنه ما كان له أن يفعل ذلك بدعوى أن تريكة يستحق التقريظ والتأنيب وليس المدح والإشادة.

وعن نفسى ولأننى تعودت أن أعبر عن رأيى وما أشعر به بعيدا عن أى حسابات فقد وجهت التهنئة لكل من يهمه الأمر بمناسبة اختيار الكاف (الاتحاد الافريقى لكرة القدم) لأبو تريكة سفيرا للكرة الافريقية واختيار الفيفا (الاتحاد الدولى لكرة القدم) له سفيرا لبرنامج الاغذية للفقراء.

فى بضع دقائق اجتذب كلامى الكثير من التعليقات التى تشيد بأمير القلوب محمد أبو تريكة وعشرات (اللايكات) التى تبدى الإعجاب، مع تعليقات أقل كثيرا تصب جام غضبها على أبو تريكة وتشكك فى أحقيته فى الفوز بأية ألقاب واجتهد أصحاب هذه التعليقات القليلة لإثبات أن تريكة غير وطنى.. تعاملت مع كل التعليقات التى تشيد والتى تنتقد وتلومني باحترام جم وهدوء ومد حبال الصبر.

وجدتني اكتب بوستا جديدا أتمنى فيه على أبو تريكة أن يعود لمصر التى يحبها ويعشق ترابها، ويقول لكل السلطات المصرية هيت لكم، وقلت صادقا إننى أثق أن القضاء المصرى العظيم، سيحق الحق حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ويحب من يحب ويكره من يكره عن بينة.. تكرر الأمر نفسه مع تعليقات واعجابات كثيرة تشيد وتمتدح أبو تريكة، وتعليقات قليلة جدا تصفه بالخائن بل دفع الحماس بعض أصحاب تلك التعليقات بتحميله مسئولية قتل أبنائنا من رجال الجيش والشرطة .. واندفع أحد الغاضبين لحذفى من قائمة الأصدقاء بعد أن نالنى بعض من رزاز كلماته الجارحة.

تذكرت على الفور الشيخ أحمد خطيبنا يوم الجمعة الذى ما فتئ يذكرنا بنصيحة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بترك المراء (الجدال) ولو كنا على الحق.. تساءلت لماذا كل هذا الاحتقان ؟! وما الذى أوصلنا إلى الحب الشديد إلى حد الوله والكره الشديد إلى حد البغض لنفس الشخص؟! وتساءلت لماذا أصبح الاختلاف فى الرأى يفسد الود لتحل محله ألف قضية للبغضاء والشحناء والتنابز؟! أين سماحتنا وصدورنا الواسعة كمصريين ولماذا تحولت علاقة حب وإحترام بين نجمين كبيرين إلى فتنة؟!
--------------
بقلم: عبدالغنى عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | إضراب عن الحكمة !